مجلة الحياة للأطفال    هاتف ; 048677619
acfa@zahav.net.il

في مؤخرة بطن النحلة إبرة تغرزها
   

أتى أخو عرقوب يسأله شيئا، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلمَّا أطلعَتْ أتاهُ، فقالَ له عرقوب :دَعْها حتَّى تصير بلحا.

   
 

 
 



اضافة صور

 
     
في بيتنا فأرٌ - قصة عزة جبر من رام الله


 الفأر 
بقلم عزة جبر من رام الله 
إكْتَشَفْنَا أنَّ في بيتنِا فأراً، فأرٌ صغيرٌ لا نعلمُ كيفَ دَخَلَ البيتَ، لكنَّه دَخَلَ دونَ سابقِ إشعارٍ. حين علِمَ أهلُ البيتِ بوجودِهِ قامتِ الدُّنيا ولم تقعُدْ , فهذا أخي يلعَنُ الفأر وشكلهُ وذاك أبي يتهدَّدُ بقتلِهِ والقضاءِ على مستقبلِهِ، وتلك أختي  تصعدُ راقصة فوق الكرسي خشيةً منه، وصار الهَرَجَ والمَرَجُ مهرجانا مثيرا في بيتنا، لكنَّ الفأر الصَّغير اختفى ولمْ نعدْ نعلمُ أين ذهب....
كنتُ وحدي بعدَ أنْ نامَ الجميعُ. صوتٌ صغير قريبٌ يصحّيني, يبدو أن صَديقَنَا الفأر قرَّر الظهور ثانية. أيقظْتُ غيري لكَي أخبرَهُ بأنَّ الفأر ما زالَ في البيت  حيٌّ يرزَقُ وَيَعيشُ مَعَنا وها صوتُهُ قد ظَهَرَ. عادَ المَرَجُ للبيت من جديدٍ وعلى صوتِ البَشَرِ, واختفى صوت الفأر، وبدأ البحث: _ إنَّه هنا
- إنَّه هنا, (بصوتٍ أعلى)
- ربَّما هناك
- سأنتقمُ منهُ.
- سأحضر السُمّ غداً.
وفي اليوم التّالي حين عدت كان البيتُ عبارة عن حقل للألغام , ينتشر السّمّ في كل مكان. هنا مصيدة، هناك قطعة جبن سامّة، وصحون لاصقة، والفأر مختبئ....
في الليل عادَ صوتُ الفأر من جديد. قرَّرْت هذِهِ المرَّة أنْ لا أفتن عليه ربَّما كان يرغب في صداقتي, فهوَ يظهر حين يشعر أن الكلَّ قد نام سواي.. أو ربَّما شَعَرَ بأمنٍ لأنَّني لم اشتمْهُ ولم أهدِّدْ بقتلِهِ ولم أزرعْ في بيتنا أيَّ لغم...
بدأت أتخيَّل مشاعرَ هذا الفأر. ما ذنبُهُ. إنَّه خلق هكذا وما ذنبه أنه وَجَدَ بيتنا مأوى لَهُ، مسكنا ومطعما. ربَّما اعتقد أن بيتَنا من حقِّه وأنَّنا دُخلاء عليهِ. أبتسِمُ وأنا أتخيَّل شكلَ الفأرِ وهو يخطِّط لطردِنا من المنزِل كَمَا خطّطَ آخرون من قبلهِ, ونحن نخطِّط لقتلِهِ، أو ربَّما يعمَلُ الفأرُ  الآن على جمع أوراق اللجوء لاصدقائه وعائلته الفئران الذين لا مأوى لهم..
إتَّسَعَ فمي بالابتسام وأنا اتخيَّله يحضرُ مَصْيدَةً كبيرةً بحجمِ أخي, وصحنا لاصقا كبيرا بحجم أختي. أعتقد , ربّما, أنَّ من حقِّه ذلك فلَه أنْ يدافع عن نفسِهِ وهو يستمع وَيَرى كلَّ يوم آلاتِ القتل وَيَرَى الموتَ في كلِّ ظهور له..
أعتقد أنَّ الفأرَ يحمدُ الله على أحجامِنا الكبيرةِ التي لا تسمح لنا بالانزلاق داخلَ أماكنِهِ الصَّغيرة والإمساكِ به. المثير أنَّ كلَّ أدوات القتل البشريَّة لم تفلح في قتلِهِ أو حتَّى أسرِهِ. يبدو أن هذا الفَأر شَديد الذَّكاء، بِتْنا لا نََرَاهُ لكننا نرى أثرَهُ فإذا أخطأ أحدُنا ونسيَ طَعَاماً خارج الثلاجة نرى أثر أسنانِهِ الصَّغيرةِ عليه, وخزَّانات المطبخ لم تسلمْ من قرضِهِ أيضاً وخاصة خزائن المونة , وفي كل يوم تزداد وتيرة التَّهديدات واللَّعنات ضد الفأر الصغيرة، ويزداد اعجابي بذكائه وتبريري لموقفه فهو لا يصنع شراً بل يبحث عن رزقه كما البشر تماماً وإن اختلفت الطرق والقرض...
في اجتماعنا العائلي الذي أصبح يعقد بشكل يومي للتباحث في شأن التخلص من الفأر ويزداد التشدد والتهديد واللعن، في هذا الاجتماع قررت أن اتحدث فهي المرة الأولى التي اعطي رأياً في قضية الفأر صمت الجميع ليستمعوا إلى فكرتي، قلت: يبدو أن الفأر يسمع ما تقول ويعلم بكل خططكم ويُستفز من تهديدكم ولعنكم وشتائمكم، لما لا نتعامل مع الأمر بشكل مغاير ونحترم ولو قليلاً شعور الفأر.!
ازداد صمت الجميع وتعجبهم لكنهم لم يعترضوا ربما هو اليأس الذي جعلهم يوافقونني فكرتي المجنونة، قلت بحزم: من اليوم سنتعامل مع الفأر بادب واحترام ارجو منكم ازالة حقل الالغام من البيت، ومخاطبة الفأر بشكل أقل حدة ودون لعن أو شتم..
وقد كان لي ما أردت، أخي صاحب الكرش الكبير والذي كان اكثرنا حرصاً على طعامه من أسنان الفأر أصبح يترك بعضاً من طعامه على الارض ويهمس: هي لك أيها الفأر الصغير،، واختي التي كانت تشتم بصوتها الحاد كلما سمعت باسمه أصبحت تتغزل بأسنانه البيضاء وذكائه الحاد وتدعو له بالحفظ من عين الحساد،، وامي التي كانت تدعو له بقطة كبيرة تنهشه أصبحت تدعو له بزوجة صالحة ترعاه..
أسبوع قدِ انتهى على هذه الحال. بعض من المونة قدِاختفت وكثير من الجبن الذي وضع له (دون سم طبعاً) وخبز وقليل من الأخشاب في البيت قرضت لكن الفأر اختفى. يبدو أنه أخَذَ حاجتَهُ التي جاءت به إلينا وََرَحََلَ، أو ربما شَعَرَ بأنَّ الحربَ بيننا قد انتهت, وأنَّ احترامنا له جعل عنادَهُ في البقاء وإغاظتنا يتلاشى.. رَحَلَ الفأر. لم يصنعْ شرّاً وَصَنَعْنا مَعَهُ خيراً.....
أصدقائي لا تلعنوا الفَأر حينَ يأكل قليلاً من خبزكُم فلولا حاجته إلى الطَّعام لما فَعَلَ، بلِ الْعنوا من يسرقُ قوتَكم كلَّ  يوم دون حاجتِهِ إليه...


       

تعليقات الزوار

1 .

عزة بروح طفلة !  عبدالحليم

القصة جميلة وكأنها كتبت بأنامل الكبار لكن بروح طفلة صغيرة شكراً عزة !

- 2013-01-30 21:58:08 - السعودية

2 .

شي جميل كتير يا عزة  مناضل حننى

يسلموووو ايديكي على القصة المعبرة والجميلة فيعا حكم ودروس دمتي ودام قلمكي المميز المبدع واصلي هذا الابداع با عزة جبر

mu_ha1@hotmail.com - 2011-08-18 20:51:03 - نابلس

3 .

قصة لطيفة  هاني جفري

إسلوب جميل وراقي جدا. (أبتسِمُ وأنا أتخيَّل شكلَ الفأرِ وهو يخطِّط لطردِنا من المنزِل كَمَا خطّطَ آخرون من قبلهِ) أعجبتني القصة واسلوبها الظريف، فهي قصة تناسب الصغار وتشد الكبار بطرافتها. أتمنى لكي كل التوفيق أخت عزة وأرجو الإستمرار بكتاباتك.

https://www.facebook.com/hany.jeffry - 2011-08-18 12:32:37 -

4 .

وجهة نظر   سناء قولي

القصة لطيفة , و لكنها كتبت باسهاب , كان من الممكن اختصارها الى النصف : أولا"- كي لا يصاب الطفل بالملل لأن روحه ضيقة ثانيا"- كي تتناسب مع الفكرة الأساسية للقصة التي وردت في السطر الأخير فقط المهم العبرة من القصة جيدة , و الله يعطيكي العافية يا أخت عزة .

sanaaqouli@gmail.com - 2011-08-18 11:04:53 - دمشق

5 .

قصة جميلة جداً  محمد علي ثابت

قصة جميلة جداً يا أستاذة عزة. اللغة سليمة والفكرة طريقة والتناول ظريف والمعنى بسيط وفي نفس الوقت يَحُضُّ الطفل على التفكير والتأمل من وجهة نظر الآخر، انساناً كان أو حيواناً أحسنتِ يا أستاذة عزة :)

- 2010-11-20 14:43:37 - الإسكندرية، مصر

6 .

قصة رائعة  عبدالوهاب

قصة رائعة جدآ بارك الله فيك وجزاك الله كل خير ..

alsdek_96@hotmail.com - 2010-11-19 23:32:27 - القدس العيساوية

7 .

حلوة القصة بدنا زيها   معين السكران

مساء الخير حلوة كثيير ويارب نشوف زيها كمان وتكمله الها تحياتي

nnaaddeerr95@yahoo.com - 2010-11-19 14:52:03 - اريحا
 
 
 

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

العدد 180 من الحياة للأطفال في حلّة الزّيتون 12-2021

Arab children Friends Association جمعيّة اصدقاء الأطفال العرب

التقرير المالي المدقق للعام 2020 لجمعية اصدقاء الاطفال العرب

 
   

مكتبة جلجولية العامّة تزفُّ فرسانها على...

   
 

هل تحب زيارة موقع الحياة للأطفال؟

نعم

ليس كثيرا

احب قراءة اي شيء

لا يهمني

 
     

صفحة البيت | عن الحياة للاطفال |سجل الزوار | شروط الاستخدام | اتصلوا بنا

Developed by ARASTAR