ابن اللّد
اسماعيل شمُّوط
أبو الفنَّانين الفلسطينيِّين
بقلم محمد بدارنه
ليلةَ الثَّاني من شهرِ آذار عام 1930 م طارَ عبدُ القادر شَمُّوط فَرَحًا، وَوَزَّعَ الحلوى على مُعْظَمِ أهْلِ اللدِّ، فقد رُزِقَ بمولودٍ جديدٍ سَمَّاهُ إسماعيل. وصارَ إسماعيلُ طفلاً لِدَّاويًا في عائلةٍ متوسِّطَةِ الحال، فوالدُهُ كانَ يتاجرُ بالفواكِهِ والخضارِ.
رَسَمَ إسماعيلُ الطبيعةَ الصّامتةَ ومارسَ الزَّخرفةَ المدرسيَّة. وحدث يومًا أنْ زارَ المدرسةَ السّيد ستيوارت، الانجليزيُّ الذي كان يعمل أثناءَ فترةِ الانتداب البريطاني على بلادنا مفتشًا للرََّّسمِ والأشغال اليدويَّةِ، وشاهَدَ رُسوماتِ إسماعيلَ الصَّغير وهو في الرَّابعةِ عَشَرَ من عُمْرِهِ فبَهَرَتْهُ فْنونُ إسماعيل، واقترَحَ ايفادَهُ إلى مَدْرَسَةِ الصِّناعَة في حيفا المتخصِّصةِ في مجال الرَّسمِ الصِّناعي والأشغالِ الفنِّية.
وفي مدرسة اللِّد تعرَّف إسماعيل على الأَلوانِ الزيتيَّة. وكََانَ قَدْ شَاعَ في بلادِنا آنذاك تزيينُ فساتين العَروسِ بالأَزهارِ والطُّيورِ، بواسطةِ ألوانٍ زيتيَّة خاصَّة، وخَصَّص الوالد لابنه إسماعيل مكانًا في البيت ليمارسََ فيه تلك المهنَة. وَنَجَحَ إسماعيل في تجربتِهِ هذِهِ، وأَدْخَل ربحًا جعل والدُهُ يرتاحُ إلى عمله.
وفي عام 1948 م إثر التهجير لجأ فنّانُنا مع ذويهِ إلى خانيونس، ومنهاسافَرَ إلى القاهرة ليلتحقَ بكليَّة الفنونِ الجميلةِ في القاهرة، وبذلك يكونُإسماعيل شمُّوط أَوَّلَ فلسطينيٍّ يدرسُ الرَّسْمَ والتَّصويرَ في كليةِ الفنونِ الجميلةِ في القاهرة.
وتعرَّفَ إسماعيلُ إلى كثير من الفَنَّانين المصريِّين أمثال الفنَّان يوسف كامل، عميد الكليَّة. وشَحَنَ إسماعيل لوحاتِهِ بالحُبِّ والطاقاتِ الانسانيَّة.