أم حيفاوية
تطعم كافة القطط
في هدار - حيفا
كعادتها منذ عشر سنوات ودون كلل أو ملل, وبفرحة تامة وإيمان برسالتها الانسانيّة, تلتقي ايتامار الحيفاويّة اليهوديّة كافّة القطط في هدار حيفا, صباح كل يوم , باكرا باكرا, لتطعمها من اللّحم المطحون وتقدّم لها الوجبة مجبولة بمشاعر الأمومة والبسمة العريضة.
طبعا هذا تصرف رائع, وقد سعدت حين التقيت بها قبل شهر وسمحت لي أن أصوّرها , وتمنّيت لها الصّحة والسّعادة وأن يغمرها أقاربها حين تصبح عجوزا بكل الحنان والرّعاية.
ما رأيكم أصدقائي؟
لقد التقيت ايتامار, المرأة اللّطيفة ورفيقة القطط قرب مكتب مجلة الحياة للاطفال في حيفا, وشكرتها باسم كلّ القطط في حيفا على هذه اللّفتة التي ذكّرتني بقصة تراثية من شرقنا الحبيب.
تقول القصة:
دخل أحد النّاس الجنّة ففرح كثيرا ,لكن حبّ الاستطلاع دفعه ليعرف ما هو السبب أو ما هي الأعمال التي أهّلته لدخول الجنّة.
وبعد حين كلّمه احد الملائكة قائلا: لا بد انك تعلم السّبب الذي جعلك من أصحاب الجّنة.
قال الرّجل: ربّما لأني لم " أقطع " أي صلاة ؟ أو لأني صمت كلّ رمضان طيلة حياتي؟ أو ربما لاني أدّيت الفروض الخمسة؟
قال الملاك: حسنا حسنا , لكن السّبب الأساس يكمن في تصرّفك مساء الاثنين من شهر ذي القعدة عام 612 هجري , فهل تذكر ما جرى؟
قال الرجل: أثناء عودتي من عملي في ليلة ظلماء والبرد الشديد يقرس والريح تزمجر في احد أحياء بغداد واذ بقطّة جريحة ترتجف من شدة الالم والبرد معا وكانت على حافة الموت, فحملتها وأدفأتها بمعطفي وفي بيتي حممتها وداويتها وكتب لها الحياة من جديد.
قال الملاك: وهذه اللفتة الرائعة منك والتي لم يعلم بها الا الله وحده قد أدخلتك الجنة!!!
ولا بد لنا جميعا أن نعتبر بهذه القصة البغدادية.