- سَتَعْرِفِينَهُ في العام القادم أو الذّي يَلِيه، وكفاية أن تَعْرِفي أنَّ المُسْلِمَةَ تَعْبُدُ اللَّه.
- وَمَنْ هُوَ اللّهُُ يا بابا؟
- هُو خالقُ الدُّنيا كُلِّهَا.
- كلّهَا؟
- كلّهَا.
- ما مَعْنَى خالقٌ يا بابا؟
- يعني أنَّهُ صَنَعَ كلَّ شيء.
- كَيْفَ يا بابا؟
- بِقُدْرَةٍ عَظِيمةٍ..
- وأَينَ يعيشُ؟
- في الدُّنيا كلِّها..
- وَقَبْلَ الدُّنيا؟
- فَوْق..
- في السَّماءِ؟
- نَعَمْ.
- أُريدُ أَنْ أَرَاهُ.
- غيرُ مُمْكِنٍ.
- وَلَوْ في التليفزيونِ؟
- غيرُ ممكنٍ أيضاً.
- أَلَمْ يَرَهُ أحَدٌ؟
- كَلَّا.
- وَكَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ فَوْق؟
- هو كذلِك.
- مَنْ عَرَفَ أنّهُ فَوْقُ؟
- الأنبياءُ.
- الأنبياءُ.
- نَعَمْ، مثلُ سيِّدُنا محمَّدٌ..
- وكيفَ يا بابا؟
- بقُدْرَةٍ خاصَّةٍ بِهِ.
- عَيْنَاهُ قوِيَّتانِ؟
- نَعَمْ.
- لِمَ يا بابا؟
- لأنّهُ يَرى كلَّ مكانٍ فكأَنّهُ يعيشُ في كلِّ مكانٍ!
- وقالَتْ إن النَّاسَ قَتَلوهُ؟!
- ولكِنَّهُ حيٌّ لا يموتْ.
- نادية قالتْ إِنَّهُمْ قَتَلوه..
- كَلَّا يا حبيبتي، ظَنُّوا انّهُم قَتَلوهُ ولكِنَّهُ حيٌّ لا يموتْ.
- وجدِّي حَيٌّ أيضاً؟
- جَدُّكِ مات.
- هَلْ قَتَلَهُ النّاس؟
- كَلَّا، ماتَ وَحْدَهُ..
- كَيْف؟
- مَرِضَ ثُمَ ماتْ.
- وأُخْتِي سَتَموتُ لأَنَّها مريضَةٌ؟
- كَلَّا.. ستُشْفَى إن شَاءَ اللَّه.
- ولكنَّ الصَّغيرةَ ما لَبثَتْ أن هَتَفَتْ:
- أُريدُ أنْ أَبْقَى دائماً مَعَ ناديا.
- فَنَظَرَ اليْها مُسْتَطْلِعاً فقالتْ:
- حتّى في دَرْسِ الدِّين!
وَضحِكَ ضحكةً عاليةَ، وضَحِكَتْ أُمُّهَا أَيضاً وقال وهو يتثاءَبُ:
- لَمْ أَتَصَوَّرْ أنّهُ من المُمْكِنِ مناقشَةُ هذهِ الاسئلةِ على ذاك المستوى!
فقالت المرْأةُ:
- ستكبرُ البنتُ يوماً فتستطيعُ أنْ تُدْلي لَها بما عندكَ من حقائقَ؟
والتَفَت نَحْوَها بِحِدَّةٍ ليَرى مَدى ما يَنْطَوي عَليْهِ بقولِها من صِدْقٍ أو سُخْرِيَةٍ، فَوَجَدَ أَنَّها قد انهَمَكَتْ مَرَّةً أُخْرَى في التَّطْرِيزِ.