* سِيدي الغول*
سألتُ جدّي حسن: ماذا كنتَ تلعبُ مع أصدقائِكَ أيّام زمان؟
قال : أيّام زمان! آه يا خُلودْ! كنتُ ألعبُ لعبة «سِيدي الغول».
يجتمعُ أطفالُ الحارةِ في ساحةِ العيْن (صاروا اليوم خِتياريِّة، أبو أسعدَ وأبو أحمدَ، وأبو صالحٍ، وأبو عليٍّ وأبو الياسَ، وأبو يعقوبَ، وأبو خليلٍ اللهُ رَحِمَهُ!), وتبدأ اللعبةُ بإجراء القُرعةِ، ومنْ تقع القرعةُ عليهِ يصبح «الغولَ». ثمّ يجلسُ عَلى حجر في الساحةِ، أمّا بقيّة المشتركين يا خلودُ فيجلسونَ مع بعضهم بعيدًا عنهُ، وَيَتَّفِقُون على كلمةِ السرِّ بينهُم. ولتكن على سبيل المثالِ «مَوْزًا» يتّجه الأطفالُ نحو الغولِ ويجري الحوارُ التّالي:
الأطفالُ: صباحَ الخير يا سِيدي الغول.
الغُولُ: وين كُنتم؟
الأطفال: في البُستان
الغُولُ: شو أكلتُم
الأطفال:خوخْ ورُمّان
الغُولُ:شو كمان
الأطفال: شِنجِل بِنْجِل هَهْ هِه ها،
طُوله شِبر هه هه ها،
وبيتقَّشر هه هه ها،
طعمُه حُلو هه هه ها.
ويعيدُ الأطفالُ من جديدٍ الوصفَ، وقدْ يُضيفونَ وصفًا آخرَ حتّى يعرفَ الغُولُ ما أكلوهُ ويقولُ: «موز». فيرُدُّ الأطفالُ «صحّ يا غُول» ثمّ يهربونَ بعيدًا، فيلحقُ بهم الغولُ والذي يستطيعُ أن يُمسك الحَجَرَ الذي كان الغولُ جالسًا عليهِ يقولُ: «صنم»، عِندَها لا يَلْحَقُهُ الغولُ. أما منْ يُمسِكُ بهِ الغولُ قبلَ أن يتطيعَ الإمساكَ بالحجرِ فيُصبحُ غولًا بَدَلَه. وتُعادُ اللعبةُ مرّة أخرى.
خلودُ: ما أجملَ العابَكمْ يا جدّي حسن، انها لُعبةٌ تُدرّبنا على فكّ الرموز. تمامًا مثل لغة الشيفرا اليومَ. لا بلْ أجملْ!
«أحبّتي، سَلوا أجدادكم عن العابِ زمان وأرسلوها إلينا، إلى موقعكم ومجلتكم الحياةِ للأطفالِ، فهيَ تشتاقُ مثلكُم لألعابِ زمان!»