مجلة الحياة للأطفال    هاتف ; 048677619
acfa@zahav.net.il

في مؤخرة بطن النحلة إبرة تغرزها
   

أتى أخو عرقوب يسأله شيئا، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلمَّا أطلعَتْ أتاهُ، فقالَ له عرقوب :دَعْها حتَّى تصير بلحا.

   
 

 
 



اضافة صور

 
     
منْ أكونُ يا أطفالُ؟


 

 

منْ أكونُ يا أطفالُ؟

 

 

أنا إميل شُكري. وُلدْتُ في مدينة حيفا سنة 1921م، نَشَأتُ في أسرَةٍ ريفيَّةٍ أصلُها من مدينة شفاعمرو القريبة من حيفا، كان والدي، رحمَهُ الله، يعمَلُ مدرِّساً في شفاعمرو، وهي مهنةٌ محترمةٌ، ولا سيِّما في ذلك الوقتِ الذي كان التَّعليمُ فيهِ قليلاً، إنْ لمْ يكنْ نادِراً، غير أنَّه انتقلَ معَ الأسرةِ إلى مدينةِ حيفا سنة 1920م.

كنتُ واحداً من أسرةٍ تتألَّفُ من سبعةِ أولادٍ، وبنتين، وقد اتَّجهتِ العائلة، بمجموعِها تقريباً، للعملِ في قطاعاتِ العملِ المختلفةِ، فوالدي فتحَ لنفسه، في حيفا، دُكاناً، ولكنَّه سرعانَ ما أغلقها، أمَّا إخوتي، فقد عملَ بعضهم في مصلحةِ سكَّةِ الحديد، وعملَ بعضُهم الآخرُ في مصانعِ تكريرِ البترول، ثمَّ في ميناء حيفا.

نشأتُ في أُسرةٍ عربيّةٍ فلسطينيّةٍ مسيحيّةٍ بروتستانيّةٍ، ولكنّني لم أكنْ من أولئكَ الذينَ يستولي عليهم التعصّبُ المذهبيُّ أو الطائفيُّ. تلقّيتُ تعليمي الإبتدائي في مدرسةِ المعارفِ الإبتدائيَّةِ بحيفا، ثمَّ واصلتُ تعليمي الثانويَّ في حيفا. ثمَّ في مدينةِ عكا حيثُ أنهيتُ في مدرسةِ البرجِ الصفَّ الثاني الثانويَّ، وبعدها، إنتقلتُ، مرةً أخرى، إلى حيفا، لإكمالِ تحصيلي العلميِّ في مدرسةِ "مار لوقا"، وهي مدرسةُ إرساليّةٍ إسكوتلانديَّةٍ.

عملتُ في مجالاتٍ مختلفةٍ، من بينها العملُ في مصفاةِ البترولِ في حيفا، ثمَّ انتقلتُ للعملِ في الإذاعةِ الفلسطينيَّةِ في القدس، ولكنَّني استقلتُ من هذا العمل سنة 1942م، للتفرّغ للعملِ الحزبيّ. وقد شاركْتُ سنة 1944م في إصدارِ جريدةِ "الإتحاد" التي ارتبطتُ بها سياسيّاً وأدبيّاً، كما أسهمتُ في إصدارِ مجلاتِ وجرائدَ أخرى، منها. مجلةُ " المهماز" الأسبوعيَّة، ومجلة "الغد"، وعلاوةً على ذلك، فقد رأستُ مجلسَ إدراةَ دار"عربسك" للنشر في حيفا، وأسستُ مجلةً أدبيَّة إسمها "مشارف"، وكانت تصدرُ في القدس وحيفا، وتولَّيْتُ رئاسةَ تحريرِها حتَّى وفاتي، إلى غير ذلك من المجلاتِ والأعمالِ الأدبيّةِ والسّياسيّةِ.

أقمتُ مدَّةً من الزَّمنِ في مدينةِ رام الله، غير أنَّ الحنينَ عاودني للرُّجوعِ إلى مدينتي حيفا، ولكنَّ عودتي تمَّت بعدَ زيارةٍ للأردنِّ، وسوريا، ولبنانَ حيثُ أقمتُ فيها عدَّةِ أسابيعَ، وعندما ألقيتُ عصا التِّرحالِ في حيفا، حيثُ تقيمُ عائلتي، فوجئتُ بأنَّ إخوتي قد رحلوا إلى لبنانَ، ولم يبقَ سوى والديَّ اللذينِ انتقلا للإقامةِ في قريتنا الأصليَّةِ شفاعمرو، غير أنَّ والدي وافتهُ المنيِّةُ، وبقيت أمّي وحيدةً، فانتقلتُ بها للعيشِ، من جديدٍ، في مدينةِ حيفا.

ثقافتي وإبداعي الأدبيّ

 

تمَّ اتِّصالي باللّغةِ العربيّةِ، والثّقافةِ الأدبيّةِ، وأنا طالبٌ في المدرسةِ، وكان ذلك على أيدي بعضِ المعلِّمينَ الذينَ لمسوا في الملكةَ اللغويّة، واكتشفوا فيَّ الموهبة الأدبيّة. لقد فرضَ عليَّ بعضُ المعلّمين المحبّينَ لي دروساً في الدينِ الإسلامي، وحفظِ القرآنِ الكريمِ، على الرغمِ من أنَّني كنتُ مسيحياً، فتأثرتُ بهذا الدِّينِ العظيمِ، وكتابهِ المقدسِ فكراً، وأسلوباً، وبياناً. وما زلتُ أذكرُ الأستاذَ إلياس حداد، والدُ الدكتور وديع حداد، الذي بدأتُ على يديهِ دراسةَ اللّغةِ العربيّةِ، نحواً، وأدباً.

كما أنَّني تأثرتُ بجانبٍ من التّراثِ العربيِّ الأصيل، وعلى وجهِ التّحديدِ فنُّ المقاماتِ لبديعِ الزمانِ الهمذانيِّ، والحريريِ، وكان أكثرَ ما يعجبني بالمقاماتِ، براعةُ أصحابها في التّلاعبِ بالألفاظِ، وهو ما أُولعتُ به في أدبي. كما أنَّني تأثرتُ أيضاً بأعمالٍ فكريّةٍ وأدبيّةٍ عربيّةٍ أُخرى مثل رسالةِ الغفران لأبي العلاء المعري، وألف ليلة وليلة.

أمَّا في مجالِ الفكرِ المعاصرِ، فقد كنتُ متأثراً بالأدبِ العالميِّ، وخاصةً الأدباء الرُّوسَ، وعلى رأسهم تولستري، وتورجنيف، وديستوفسكي، وماياكوفسكي، غير أنَّني اتّجهتُ نحوَ الأدبِ السّاخرِ، لأُعبّرَ، من خلالهِ، للجماهيرِ المتعطشةِ للحريّةِ، والنّاقمةِ على الظلمِ، عمّا كانَ يدورُ في ذهني من صراعٍ فكريٍّ، ودفقٍ ثقافيٍّ.

إنَّ الفكرَ العربيَّ التراثيَّ، ورياحَ الأدبِ العالميِّ، قد اختلطت لديَّ معَ التجربةِ النِّضاليةِ الشخصيةِ والجماعيةِ للشعب الفلسطيني، وصنعت منّي إميل حبيبي الكاتب الصحفيَّ، والروائيَّ القصصيَّ الذي زودَّ المكتبةَ العربيةَ ببعضِ الأعمالِ الأدبيةِ والروائيةِ المتميزةِ، التي لقيت من الجمهور الفلسطينيِّ والعربيِّ كلَّ إحترامٍ وتقدير. وقد مُنحتُ، خلال الأسبوعِ الثقافيَّ، الذي عقدِ بالقاهرة في شهرِ يناير سنة 1990م، أعلى وسام أدبي فلسطيني هو جائزةُ القدس، كما إختارتني مجلةُ" المجلة" التي تصدرُ في لبنان في شهر ينانير سنة 1992م، باعتباري أحسنَ كاتبٍ روائيٍّ للعام 1991م، كما وقع الإختيار على روايتي"خرافية سرايا بنت الغول" بوصفها أحسن راوية لعام 1991م

نهايةُ رحلة العمر

 

لقد قدّرَ لي أن أعيشَ خمسةً وسبعين عاماً، قطعتها طالبَ علمٍ، وعاملاً، وموظفاً، وصحفياًّ، وكاتباً روائياً، ولكنَّني كنتُ طيلةَ هذه الفترةِ مناضلاً بالفكرِ، والسياسيةِ. ولقد تكاملَ شعوري الوطنيُّ ونضجَ في أثناء ثورةِ عام 1936.

وبقيتُ على هذا الحالِ، إلى أن قضيتُ نحبي في الثاني من شهرِ أيار سنة 1996م، في مستشفى العائلة المقدّسة بالنّاصرة، وعلى شفتي إبتسامةُ الرِّضا عن كلِّ ما قدمتُ لأمتي حاملاً معه الأملَ، والعدلَ، والحريةَ، ولهذا، فقد أوصيتُ بأن يدفنَ جثماني في مقبرةِ الطائفةِ البروتستانتية على شاطئ حيفا، كما أوصيتُ بأن تكتبَ على قبري هذه العبارة:" باقٍ في حيفا".


       

تعليقات الزوار

 
 
 

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

العدد 180 من الحياة للأطفال في حلّة الزّيتون 12-2021

Arab children Friends Association جمعيّة اصدقاء الأطفال العرب

التقرير المالي المدقق للعام 2020 لجمعية اصدقاء الاطفال العرب

 
   

مكتبة جلجولية العامّة تزفُّ فرسانها على...

   
 

هل تحب زيارة موقع الحياة للأطفال؟

نعم

ليس كثيرا

احب قراءة اي شيء

لا يهمني

 
     

صفحة البيت | عن الحياة للاطفال |سجل الزوار | شروط الاستخدام | اتصلوا بنا

Developed by ARASTAR