تموت الأسود في الغابات جوعا
ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر
وذو نسب مفارشه التــراب
سأضرب في طول البلاد وعرضها
أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا
وإن سلمت كان الرجوع قريبا
اصبر على مـر الجفـا من معلم
فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة
تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه
فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
متى يكون السكوت من ذهب
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه
وإن خليته كـمدا يمـوت
الوحدة خير من جليس السوء
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي
ألذ وأشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا
أقر لعيني من جـليس أحاذره
إذا ما كنت ذا فـضل وعلم
بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون
حليمـا لا تـلح ولا تكابـر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان
من النكـت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي
بأني قد غلبت ومن يفـاخـر
فإن الشر في جنبات هـذا
يمني بالتقـاطـع والـتدابـر
العلم مغرس كـل فخر فافتخـر
واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس
واعلم بأن العـلم ليس ينالـه
من هـمـه في مطعــم أو ملبـس
إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه
في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي
فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا
واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ
فلعل يوما إن حضرت بمجلس
كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
حـسبي بعلمي إن نـفــع
ما الــذل إلا في الطمــع
من راقـب الله رجــــع
ما طــار طير وارتفــع
إلا كـما طـار وقــــع