مَنْ يُعِيرُني أَصَابِعَهُ
قصة: بيان الصّفدي
في الصَّفِّ الثَّاني جَرَتْ هذِهِ الحَادِثةُ الطَّرِيفَةُ.
سَأَلَتِ المُعَلِّمةُ.
- عَشَرة زائد خَمْسَة.. ما هِيَ النَّتِيجَةُ؟..
كَمالُ.. أَجِبْ.
قالَ كمالُ بعد قليلٍ:
- خَمْسَة عشر.
أَضَافتِ المُعَلِّمَةُ:
- والآنَ يا خُلود.. ما هو حاصِلُ جَمْع عَشْرَة وَسَبْعَة؟
وَقَفتْ خُلود ذاتُ الضَّفِيرَةِ الشَّقْراءِ، ثم أَجابَتْ بِهدوءٍ:
- سبعة عشرة.
عادَتِ المُعَلِّمَةُ تَسْأَلُ:
- وأَنت يا زاهِرُ.. ما هو حاصِلُ جَمْعِ تِسْعَة وَثمانيَة؟
على الفَوْرِ أجابَ زاهِر:
- كما قالتْ خلود يا مُعلِّمَتي.
ابتسمت ْ المعلِّمةُ وقالت:
- لا يقولونَ هكذا يا زاهر.. قُلِ العَدَدَ أي سبعة عشر..
خلالَ أسئلةِ المعلِّمةِ كانَ أيْهَم يَتَحَرَّكُ كثيرًا، ممَّا جَعَلَ المعلِّمةَ تُنَبِّهُهُ أكثرَ من مَرَّةٍ:
- إجلسْ يا أيْهَم.. ما بِكَ اليَوْمَ تتحرَّكُ كثيرًا؟
ألا تعرفُ كيفَ تجلسُ على المقعد؟
احمرَّ وجهُ أيهم خجلًا، جلس هادئًا، وَعَيْنَاهُ تَنْظُرانِ هنا وهناكَ، وَلكِنَّهُ عادَ إلى الحََرَكةِ عندما سألتِ المعلِّمةُ:
- والآن مَنْ يعرفُ حاصلَ جمعِ ثلاثة عشر وسبعة عشر؟ فكِّروا جيدًا.
كانَ ُقد تحرَّك كثيرًا، بل رفع رجليهِ فوق المِقعدِ، وراحَ يتحدَّث مع زَمِيلهِ المجاورِ.
صاحتِ المعلمةُ:
- أيهم.. ماذا تفعلُ؟ هل ترقصُ في مِقْعَدِكَ؟
ثمَّ اقتربَتْ مِنْهُ، وَواصلتْ كَلامَها مَعَهُ:
- ما لَكَ تتحرَّكُ بهذه الطَّريقةِ.. ها؟.
وبهدوءٍ قالَ أيهم:
إنَّني أحسِبُ على أصابعِ يديَّ وقدميَّ، واحتجتُ إلى أصابعِ جاري، لكنَّهُ رفض أن يعيرني أصبعًا واحدًا!
لم تتمالكِ المعلمةُ نفسَها، فَضَحكَتْ، وَضَحِكَ التلاميذُ.
عندَ انتهاءِ الحِصَّةِ كان أيهم غاضبًا، وقالَ لزملائِهِ:
- ليتَ لي على الأقلّ خمسينَ أصْبعًَا، عِنْدَها لنْ أحْتاجَ إلى أحدٍ، وَسَأَعْرِفُ الجوابَ بِسُرْعَة..
لكنَّني أسألكم يا أصدقائي الذين تَقْرَؤُون هذِهِ القصَّةَ:
ماذا سيفعلُ أيْهَم لو سَألْناهُ مثلًا ما هو حاصِلُ جَمْعِ خَمْسة وتسعين وخمسة وسبعين.. أو أكثرَ من هذا الرَّقَمِ؟. وكم يدًا سَيَحْتاجُ؟